- المصحف المرتل التعليمي للمقرئ عبد الرحيم النابلسي الحزب الرابع
- خطبة الجمعة : دعاء الصائم عند فطره
- الدروس الحديثية التفاعلية: معلقات الإمام البخاري في كتابه الصحيح
- مجلس المستشارين: سؤال حول أوضاع المساجد والأئمة والقيمين عليها بالعالم القروي
- الدرس 129 من دروس محو الأمية عن بعد المستوى الأول 2020/2021
- الدرس 128 من دروس محو الأمية عن بعد المستوى الأول 2020/2021
- جرسيف: دروس ومحاضرات علمية -عن بعد- بمناسبة رمضان المعظم
- الدرس 127 من دروس محو الأمية عن بعد المستوى الأول 2020/2021
- مراقبة هلال رمضان 1442: الإثنين 12 أبريل 2021
- جرسيف: مسابقة دينية عن بعد بشعار لنرتق بثقافتنا الدينية
- المستفيدون من الترقية عن طريق الاختيار لولوج درجة متصرف الدرجة الثانية ومتصرف الدرجة الثانية متعاقد برسم سنة 2020
- النتائج النهائية لولوج درجة متصرف من الدرجة الثانية ومتصرف من الدرجة الثانية متعاقد
- وجدة: البرنامج التوقعي للصفقات برسم السنة المالية 2021
- شفشاون: الأذان أمانة والارتقاء به فريضة
- الاختبار الكتابي لتوظيف مهندسي دولة درجة أولى ومهندسين معماريين درجة أولى ومتصرفين درجة ثانية
- جرسيف: تكوين مؤطري الدروس ببرنامج محو الأمية بالمساجد وبواسطة التلفاز والإنترنيت
- مديونة: قراءة صحيح الإمام البخاري مع الشرح
- مراكش آسفي: البرنامج التوقعي للصفقات خلال السنة المالية 2021
- الجديدة: الإمامة بمساجد أمنا خديجة وعمر بن الخطاب ومولاي إسماعيل
- الجديدة: الخطابة بمسجدي سيدي علي بن حمدوش والسلام
قوانين
نصوص قانونية تتعلق بالأماكن المخصصة لإقامة شعائر الدين الإسلامي
نصوص قانونية تتعلق بتحفيزات مالية للراغبين في بناء أماكن إقامة شعائر الدين الإسلامي
تسمية المساجد وفتحها في وجه المصلين
مقتضيات من ظهير الشريف المتعلق بالقانون الجنائي في الجرائم المتعلقة بالعبادات
المرسوم المتعلق بإحداث الوكالات الحضرية
اتفاقيات
توقيع اتفاقية شراكة بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية للمساهمة الفعلية في تأهيل المدينة القديمة بوزان
اتفاقية شراكة بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والوزارة المنتدبة المكلفة بالإسكان والتعمير
اتفاقية شراكة بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزارة الفلاحة والتنمية القروية والصيد البحري
اتفاقية شراكة بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزارة المالية والخوصصة من أجل التعاون لدعم بناء المساجد وتجهيزها وصيانتها
اتفاقية تعاون بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وصندوق الإيداع والتدبير
![]() |
مساجد الفترة الإدريسية والمكانة الخاصة لمدينة فاس
- الثلاثاء 18 سبتمبر 2012
وأهم هذه المساجد أربعة: جامع الأشياخ الذي شيد داخل عدوة الأندلس، وجامع الأشراف الذي بني في عدوة القرويين، وبكل منهما كانت تقام صلاة الجمعة زمن الأدارسة، ثم النواة الأصلية لكل من جامعي الأندلس والقرويين. وإذا كان الجامعان الأولان قد اندثرا، فإن التنقيبات الأثرية كشفت ما تغطيه الأتربة من بقاياهما وقامت بدراستها. على أننا نعرف، حسب ما ورد عند البكري، مثلا، أن مسجد الأشراف كان يتكون من ثلاثة بلاطات عمودية، ممتدة من الشرق إلى الغرب في اتجاه القبلة. أما الجامعان الآخران، فقد بقيا قائمين، لكنهما خضعا لأعمال شملت توسعة المساحة وتنظيمها، أثرت على شكلهما الأولي، إن لم تكن قد غيرته بشكل كبير.
هذان الصرحان التوأمان، جامع القرويين وجامع الأندلس، بنتهما كما هو معروف، الأختان المحسنتان فاطمة ومريم الفهري، وذلك في نفس السنة 245هـ/860-859م. لذلك جاء الجامعان متشابهين تماما في بنيتهما الأصلية، إذ كانا على شكل قاعتي صلاة، رفع سقفهما على أعمدة قسمت المجال الداخلي إلى بلاطات موازية لجدار القبلة. وكان عدد بلاطات جامع الأندلس ستة كما في نص البكري أو سبعة كما عند الجزنائي، بينما كان عددها بالقرويين لا يتعدى أربعة. أما الصحن فكان في كليهما واسعا ومغروسا بأشجار الجوز وبأنواع أخرى من النباتات. وقد كان كل واحد من الجامعين يتوفر على صومعة مربعة الشكل وعلى أقواس مرفوعة فوق سواري حجرية مستديرة مكونة من قطع أسطوانية موضوعة الواحدة فوق الأخرى. وهذه الخاصية تجعل منهما بنايتين تندرجان في إطار التقاليد المعمارية التي طبعت عمارة "المساجد المغربية الأولى التي عمدت إلى أن تضع أقواس بلاطاتها فوق السواري، إسوة بالمساجد التي بنيت بكل من بلاد إفريقية(تونس الحالية) والأندلس".وإذا كان جامع الأندلس قد فقد هيأته الأولى بسبب التوسيعات والتغييرات العميقة التي تعرض لها في عهد الخليفة الناصر الموحدي، فإن جامع القرويين قد حافظ بالصورة التي نعرفه بها، على مصلى فاطمة الفهرية ;ذلك ان توسيعات الزناتيين خلال القرن العاشر للميلاد، وتلك التي أحدثها المرابطون في القرن الثاني عشر الميلادي قد ابقت على النواة الأصلية مكانها،حيث أدمجت هذه النواة بطريقة ذكية ضمن البناية الجديدة، إلى درجة أن الزائر العادي أو غير المتيقظ لن يلاحظ أي فرق بين النواة الأولى هذه والأجزاء المضافة إليها، وذلك على الرغم من أن التدخلات والتغييرات التي شهدها مسجد القرويين كانت هامة جدا، سواء فيما يتعلق بالإضافات إلى الهيكل أو بالزخرفة. فمصلى القرن التاسع كان، كما أكدنا من قبل أكثر اتساعا منه طولا، ومشكلا من أربعة بلاطات موازية لجدار القبلة، يتقاطعها عموديا اثنتا عشرة بلاطا عموديا، يتوسطها بلاط يتميز باتساعه عن البلاطات الأخرى. على أن هذا البلاط الأوسع يتوسط خمسة بلاطات من الجهة الشرقية وستة غربا دون أن نعرف السبب في ذلك. لكن الأمر المهم، هو أنه تم حوالي سنة 778م، بناء قبة أمام المحراب.
تكمن أهمية هذا الأمر في تثمين قيمة المحراب وفي الرفع من دوره ;وقد أصبح هذا الفعل تقليدا فيما بعد، بل صار القاعدة المتبعة عند بناء المساجد. أما أولى الصوامع الثلاث التي عرفها جامع القرويين، فكانت تحتل مكانا مواجها للمحراب آخذة بهذا التموضع بالنموذج الذي دشنه في بلاد المغرب الكبير جامع القيروان وصومعته.
بعد ذلك، وبفضل تدخلات الزناتيين في هذا الجامع، اتسعت رقعة المسجد بما مقداره ثلاثة صفوف من الجانب المقابل للقبلة. وهذه الصفوف تخللتها أربعة بلاطات غربا وخمسة أخرى شرقا، وتم اعتماد أقواس نصف دائرية متجاوزة(Plein cintre outrepassé) إبرازا لتناسق الفضاء الداخلي لقاعة الصلاة. وعند نهاية القرن العاشر للميلاد، وتحديدا في سنة 899م، تم تشييد قبة عند مدخل البلاط المحوري للمسجد.
وعلى الرغم من أننا لا نتوفر على نص يصف هذه القبة بدقة، إلا أن ما نعرفه اليوم عن بساطة عمارة تلك الفترة يسمح لنا بالقول إنها لم تكن تحمل زحرفة جديرة بالذكر. ذلك أن وجودها وحده كان يكفي، بدون شك، ليجعل من مسجد القرويين الأول مسجدا يتوفر على قبتين تبرز كل واحدة منهما أحد العناصر الثلاثة المهمة في أي بيت للصلاة، وهي المحراب والبلاط المحوري، والبلاط الأفقي الممتد على طول جدار القبلة، والذي سيكون له هو بدوره شأن في عناية بناة المساجد في القرون الموالية.
وخلال هذا القرن العاشر بنيت صومعة جديدة، وهي التي ما تزال ماثلة للعيان إلى اليوم. والصومعة كما هو معلوم، عنصر أساسي في كل مسجد ;لذلك فصومعة القرويين هي وثيقة تاريخية بالغة الأهمية لمعرفة الهندسة المعمارية الإسلامية خلال القرن العاشر في المغرب ; كل شيء في بنائها مفيد لمعرفة تصور البنائين إلى جانب اختيارهم لمواد البناء وطريقة استعمالها وتثبيتها في جسم المعلمة.
فصومعة جامع القرويين برج تحول من وضعه المحوري، وهو الموضع الذي كانت تحتله أولى صوامع هذا المسجد، إلى وضع جانبي في البناية ;ثم إنه هيكل مربع الشكل (59.4 متر لكل ضلع) يصل إلى علو 57,62متر، لينتهي لا بما يسمى العْزري (وهو البرج الصغير الذي يعلو عادة المئذنة في المغرب)، يل بقبة نصف دائرية ;
أما السلم الداخلي فمكون من أبراج تتتابع مستقيمة تحت سقوف نصف أسطوانية (en berceau) ;وقد اختار البناؤون الحجر كمادة لإنشاء هذه الص.معة، لكن الأحجار المعتمدة لم تكن من النوع الجيد، مما دفع إلى طلاء واجهات الصومعة بلياط سميك من الرمل والجير حفاظا عليها ;هذه الواجهة ملساء لا تتخللها سوى فتحة عادية بسيطة، مكونة من ثلاثة فصوص على الواجهة المقابلة للقبلة، وكوة أخرى مزدوجة، مكونة من فتحتين مقوستين تفصل بينهما، داخل إطار مستطيل أملس، سارية صغيرة حن الرخام.
أما الجزء العلوي من الصومعة، فيحيط به حاجز عريض، خال من كل زخرفة، وقليل البروز على الواجهات.
هكذا إذن، نجد أن صومعة القرويين تنتمي في نفس الوقت، سواء في تصميمها أو في بنائها، إلى كل من الهندسة المعمارية التي كانت معتمدة في الأندلس أيام الأمويين وإلى تلك التي كانت سائدة في إفريقية زمن الأغالبة.
والملاحظ أن مؤرخي الفنون الإسلامية لا يفتأون يؤكدون هذا التلاقح بين تأثيرات مشرقية وأخرى مغربية، كتب لها أن تجتمع وتتجلى في صرح واحد: الأولى قادمة من إفريقية الفاطمية، والثانية من الأندلس السنية، مالكية المذهب.
من كتاب مساجد المغرب إصدار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية سنة 2011 عمل علمي يقدم رؤية شاملة عن مساجد المغرب عبر العصور. تم إعداده استنادا على بحث تاريخي أركيولوجي حول المساجد٬ وقام بتأليفه مجموعة من الجامعيين٬ وأشرف على تنسيقه الأستاذ عبد العزيز التوري..